.
(1)
.
ملاحظات عامة قبل النقاش:
.
ملاحظة 1: لا شك أنّ للشك في أمر ما أسباباً ودوافع عديدة:
.
– منها: ما له علاقة بالجانب العلمي والبحثي لما يكون الهدف منه البحث عن الحقيقة والوصول إليها.
– ومنها: ما هو مسبّب عن شبهة وجهل.
– ومنها: ما هو ناتج عن صدمة تعرّض لها الشاك أدّت إلى زعزعة الثقة بمعتقده وسلوكه ومنظومته الفكرية عموماً.
– ومنها: ما هو ناشئ عن مرض وعقدة نفسية تتطلب علاجاً.
.
وربما توجد أسباب أخرى لا يهمني استقصاؤها الآن، لكن المهم هو معرفة أنّ الشك ليس مذموماً دائماً، إذ اتضح أنه أحياناً يكون قنطرة الباحث للوصول إلى الحقيقة المنشودة لديه، لكنه يصبح مذموماً بل ووسيلة هدّامة وخطرة – على الإنسان نفسه – لما يستهدف به الحقيقة الثابتة نفسها في حالات تبدو فيها خطواته بعيدة تمام البعد عن الحياد الذي يفترض أن يتحلّى به من ينشد الحقيقة، ويظهر ذلك بوضوح لما يستعمل الشاك في طرح شكّه منهجاً غير علمي مصحوباً بتعمّد أساليب الشيطنة والإساءة والبذاءة التي تكشف بوضوح عن انعدام الخلق المطلوب في الحوار والبحث العلمي، وبالتالي فالغالب – والحال هذه – أن يخسر معرفة الحقيقة بل ربما لا يكون طالباً لها من الأساس حتى وإن تقنّع بذلك.
.
ملاحظة 2: الشك في المعتقدات:
1- ليس ما يحصل من حملات التشكيك بالمعتقدات في زمننا هذا بأمر طارئ وجديد، فالتشكيك بوجود الله سبحانه أو صفاته أو أفعاله، وكذلك التشكيك بكتبه ورسله وما يصدر منهم قولاً أو فعلاً، قائم منذ فجر الرسالات الإلهية على هذه الأرض، ولم تسلم هذه المعتقدات من حملات التشكيك والطعن بها في زمن من الأزمان.
.
لكن ما هو مختلف هذه المرة هو حجم وشدة الهجمة المنظّمة التي يتعرّض لها الدين الإلهي عموماً، وليس المنظّرون للإلحاد العلمي – المدعومون من مراكز القرار السياسي العالمي الكبرى – ينفردون في قيادة هذه الهجمة وحسب، ولكن يعينهم في ذلك الكثير ممن يحسبون ظاهراً على أتباع الدين الإلهي أيضاً.
.
.
2- ما هي أسباب الشك في المعتقد الديني ؟