(5)
إشكالات مثارة على القرآن الكريم
ليست قليلة مساحة الجدل الذي أثير على القرآن الكريم وتعرّضه لحملات واسعة من الشكوك والطعون قديماً وحديثاً، والفرق حالياً فقط في شدتها وتنظيمها، ونحن يمكننا تصنيفها إلى عدة أصناف:
– ومنها: ما يتصل بمضامين القرآن أي ما يحتويه من مفاهيم لا يراها المشككون منسجمة مع معطيات العلم والجانب الإنساني عموماً، إضافة إلى التناقض الموجود فيما بينها أحياناً على حد زعمهم.
سنحاول المرور على المهم منها والإجابة عنه.
إشكال 1: إعجاز القرآن أسطوري لا واقع له:
إضافة – والإضافة منهم – إلى أنّ بعض آيات التحدي اكتفت بالتحدي بآية، ومعلوم أنّ بعض أوائل السور هي حروف مقطعة لا غير مثل “ألم” فما الصعوبة التي يجدها القابل بالتحدي إن قام بإبدالها بثلاثة أحرف أخرى، خصوصاً وأنّ المسلمين لم تتفق لهم كلمة في بيان معاني الحروف المقطعة إلى يوم الناس هذا.
وبالنتيجة فهم اليوم – في إشكالهم هذا – يكرّرون مقولة الفيلسوف ابن زكريا الرازي (ت: 311 هـ – 923 م) في القرآن، يقول: “إنكم تدعون أنّ المعجزة قائمة موجودة – وهي القرآن- وتقولون: من أنكر ذلك فليأت بمثله”. ثم قال: “إن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أطلَق منه ألفاظاً وأشد اختصاراً في المعاني، وأبلغ أداء وعبارة وأشكل سجعاً؛ فإن لم ترضوا بذلك فإنا نطالبكم بالمثل الذي تطالبونا به”.