ما معنى السبع المثاني؟

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم([1])، والمثاني في هذه الآية هي: آيات سورة الفاتحة ([2]).

والمثاني مأخوذة من الثناء، أي المدح والحمد، فآيات سورة الفاتحة سبع آيات كلها آيات ثناء

على الله سبحانه وتعالى، ولذا سميت السبع المثاني. والرسول (ص) في هذه الحالة هو: الثاني المُثني، أي المادح والحامد، ولو سميتها الحمد يصبح الرسول (ص) هو الحامد أو محمد وأحمد.

والقرآن كلّه في الفاتحة، ولهذا أفرد الله منته على الرسول (ص) بالفاتحة المباركة. ولما كان القرآن تفصيل للفاتحة أصبح القرآن كله ثناءً على الله سبحانه وتعالى عند أهله، فصحّ أن يسمى القرآن كله مثاني، قال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ([3]).

والمثاني الناطق هم: الأئمة (ع)، وهم سبع آيات ثناء على الرسول (ص)  في هذه الأرض، وفي جميع العوالم، تفتخر الملائكة بخدمتهم واتّباعهم، وضرب أعداء الله بين أيديهم، وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة الثمانية ولد الحسين والقائم المهدي (ع) والأئمة من ولد القائم المهدي (ع) ، وقد  ورد عنهم (ع) : أنهم هم المثاني ([4])، ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾.

[1]– الحجر : 87 .

[2]– قيل لأمير المؤمنين (ع): يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن (بسم الله الرحمن الرحيم) أهي من فاتحـة الكتاب؟ فقال: (نعم ، كان رسول الله (ص)   يقرأها ويعدها آية منه، ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ) الأمالي للشيخ الصدوق : ص240. 

[3]– الزمر : 23.

[4]– عن أبي جعفر (ع)، قال: (نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا (ص)  ، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا، ومن جهلنا فأمامه اليقين) توحيد الصدوق : ص140.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إضاءات من محاججة نوح (ع) مع قومه

﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً …﴾([1]). نوح(ع) كجميع الأنبياء، أرسلوا لإصلاح الفساد ...